بعد أنْ قمْتَ بتناول بعض الفراولة, قررْتَ الذهاب لمنزل صديقك, وعند باب بيت صديقك لاحظت بقعة حمراء أو أوراماً حمراً على امتداد ذراعيك وصدرك, وهي تسبب لك الحكّة, ما هذا؟!! ما هذه البقع الحمراء التي جعلتك تستدير وتعود أدراجك نحو المنزل؟!!.
ما هي الارتيكاريا؟
هي نتوءات حمراء أو ورديّة اللون, وقد تكون بقعاً حمراء بارزة قليلاً عن الجلد, وفي بعض الأحيان يكون وسط هذه البقعة شاحباً, وهي عادة ما تسبّب الحكّة, غير أنّها قد تكون حارقة ولاسعة في بعض الأوقات, ويمكن أن تتواجد في كل مكان في الجسم, وتختلف أشكالها وأحجامها, فقد تكون صغيرة كعضّة البعوض, أوقد تكون كبيرة بحجم صحن صغير من الطعام, كما أنّها يمكن أن تكون على شكل خاتم أو سلسلة متلاصقة, وتأتي في بعض الأحيان على شكل عنقود, ويمكنها تغيير مكانها في ظرف ساعات, فقد يظهر عنقود منها على الوجه ثم يختفي ليظهر في الذراع.
الارتيكاريا منتشرة, فحوالي 10% إلى 25% من الناس يصابون بها مرة في حياتهم, وهي في الغالب ليست ضارّة, إلا أنّها قد تكون علامة على تحسّس خطير, لذا عد إلى المنزل وأخبر والديك.
ما الذي يحدث؟
عندما نتعرّض لبعض المؤثرات الخارجية ( إذا تناولنا نوعاً من الطعام مثلاً) فإن خلايا معينة بالجسم تفرز مادة اسمها الهستامين, هذه المادة تسبب خروج السوائل من الشرايين الموجودة تحت الجلد, تتجمع هذه السوائل تحت الجلد مسببة هذه الأشكال من التورّمات التي تحدثنا عنها.
متى أُصابُ بالارتكاريا؟
هناك أسباب رئيسية للإصابة بالارتيكاريا, أو ما تسمّى بـ رد الفعل التحسسي, فهناك بعض المواد الغذائيّة التي تسبّب الحساسية لبعض الناس, مثل: (الحليب, التوت, الجوز), وكذلك بعض الأدوية (كالمضادات الحيويّة), وعضّات بعض الحشرات أيضاً, والتي قد تسبّب الحساسيّة نفسها. وهناك أسباب ليست مباشرة, لكنّها ذات صلة بـ رد الفعل التحسسي الذي يسبّب الإصابة بالارتيكاريا, ومن هذه الأسباب: [التعرض للبرد (كالغطس في المياه الباردة), الإجهاد, التعرّض للشمس, العصبيّة الزائدة].
ويمكن أن تستمر حالة الإصابة بالارتيكاريا لبضع دقائق أو بضع ساعات أو حتى بضعة أيام.
ما الذي يقوم به الطبيب؟
عادة ما يشخّص الطبيب هذا المرض عند رؤية النتوءات, وبعد سماع قصتك معها, وسيحاول معرفة ما الذي أدّى إلى إصابتك بالارتكاريا, فإذا كنت تصاب كثيراً بهذا المرض, أو كانت ردّة فعلك قويّة, فإنّ الطبيب سيحولك لطبيب آخر مختص في الحساسية. في بعض الأحيان يقرر الطبيب أخذك لدواء يسمى الإنتيهستامين, ليريحك من الحكة المؤلمة, في حالات كثيرة فإن الارتيكاريا تشفى من تلقاء نفسها دون تناول الأدوية أو حتى زيارة الطبيب.
في حالات نادرة تكون الارتيكاريا مؤشراً لرد فعل تحسسي خطير, ويمكن أن تؤثر على التنفس وبعض وظائف الجسم الأخرى, في تلك الحالة يحتاج الشخص إلى تدخّل طبيّ سريع, فبعض الناس ممن لديه حساسية خطيرة يحملون معهم أدويتهم والتي تسمى ابينيفرين, وهي عادة ما تؤخذ عن طريق الممرض, لكن بعض هذه حالات التحسس قد تحدث بصورة سريعة, لذا فإن بعضهم يحملون هذا الدواء ويعرفون كيفية استخدامه بشكل جيّد.
هل يمكنني منع الارتيكاريا؟
نقول أن الإجابة نعم ولا, فتكون الإجابة: نعم يمكنك منع الارتيكاريا, إذا عرفت سبب حدوثها, سواء كان طعاماً معيناً, أو دواءً, أو عضّة حشرة, حينها يمكنك حماية نفسك من هذه الأسباب, ولن تصاب بالارتيكاريا بعدها بإذن الله, أمّا إذا هاجمتك الارتيكاريا نتيجة عصبية زائدة, فإن الاسترخاء وممارسة تمارين التنفس قد تفيدك في التخلّص منها, لكنّ إذا لم تستطع معرفة سبب حدوث هذا المرض معك, فإنّ منعها عنك قد يكون صعباً.
بعض الأطفال يصابون بالارتيكاريا حين الإصابة ببعض الأمراض الأخرى, مثل: نزلات البرد أو النزلة المعوية, فنوصيكم بغسل أيديكم باستمرار, فالنظافة أفضل ما يجعلك بعيداً عن الإصابة بالأمراض. لكن المعلومة التي تجعلنا نطمئن هي: أنّ الارتيكاريا ليست خطيرة في العادة, وستتعافى منها سريعاً بمشيئة الله تعالى.