خوف الأطفال من الحيوانات
إن كلمة (الفوبيا) ذات اصل يوناني وهي مشتقة من لفظة (فوبوس)
(Phobos)
وتعني الفزع أو الرعب أو الخوف الذي يدفع إلى الهرب و أول من انتبه إلي الطابع النفسي لهذه الحلات هو (سيجموند فرويد)
و الفوبيا كما عرفها علماء علم النفس هي خوف غير منطقي من أمور لا تخيف أشخاصاً آخرين ولا تؤثر فيهم نتيجة التعرض لموقف معين
أن هذا النوع من (الفوبيا)، أو الخوف المرضى، من الحيوانات، لا يقتصر على الحيوانات المفترسة وحدها دون سواها
فالمصابون بهذا النوع من (الفوبيا) يصابون بالخوف المرضى، والفزع، والرعب، والهلع، وكل المشاعر المشابهة الأخرى، من كل أنواع الحيوانات، المفترسة، والأليفة، وحتى الوديعة منها.
الأسباب :
1 - الذكرى المؤلمة :
فى فترات الطفولة أو الصبا، كأن يداعب طفلاً هرته مثلاً، فتخدشه بعنف، مما يولِّد لديه خوفاً مرضياً من القطط طوال العمر، أو حتى يشاهد كلباً يعقر شخصاً آخر، ويرى الآلام الرهيبة التى يعانيها هذا الآخر، فيخشى الكلاب حتى آخر لحظة فى عمره.و تزداد بالتدريج مع نمو الطفل وربما تزول ولكن بعض الحالات تستمر مع الشخص الى سن النضج و بعضها يختفي فترة ثم يعود للظهور من جديد
و هذا يحدث قبل سن السبع سنوات لأن هذه الفترة تتكون شخصية الطفل وتؤثر على حياته دون أن يشك في أي حدث يحدث له فيتلقي الأمور كما هي أما بعد سن السابعة يبدأ في التفكير و التحليل. و بعد سن الرابعة عشر إذا تعرض الطفل لحادثة مماثلة مجددا يتمركز الخوف في الدماغ
2 – السبب غير معلوم :
لا يوجد سبب حتي مع معرفة تاريخ الشخص تحت تأثير التنويم المغناطيسي
3 – الخوف من الحيوانات الحية فقط :
الخوف أمام الحيوان الحي ويتلاشى الخوف أمام أى حيوان ميت، باعتبار أن موته يعنى انتهاء شروره
والخوف المرضى من الحيوانات لا يرتبط بقوة المرء أو شجاعته العامة، فى مواجهة أية مواقف أخرى، بل هو نوع منفصل تماماً من المخاوف، ينمو فى ظروف خاصة، تختلف دوماً عن الظروف الطبيعية..
حالة (دى لوكا) :
كان رجلاً ضخم الجثة، عريض المنكبين، طويل القامة، له ملامح غليظة صارمة، وأطراف كبيرة على نحو مفرط و كانت مهنته القتل بكل بشاعة و كان يعمل لحساب المافيا الإيطالية و كان يقتل ضحاياه بلا رحمة إلا لو وقع بصره على ثعبان!..
أكثر رهاب الحيوانات شيوعا :
1 – الكلاب و الجياد و القطط و بعض الحشرات كالعناكب و بعض الزواحف الصغيرة و الساحف كما تخاف النساء و بشدة من الفئران الصراصير
و الإستجابة للخوف هي حيلة دفاعية لاشعورية يحاول المريض اثناءها عزل القلق الناشئ من فكرة او موضوع او موقف معين وتحويله لفكرة او موضوع او موقف رمزي ليس له علاقة مباشرة بالسبب الاصلي إلا إنه لا يستطيع التحكم أو السيطرة على هذا الخوف و سمات هذه الإستجابة :
1 - إنها استجابة غير متناسبة اطلاقاً مع الموقف
2 - من الصعب تفسيرها بشكل منطقي
3 - من الصعب التحكم فيها ارادياً
4 - تؤدي دائما الى الهروب من الموقف الضاغط والمواجهة وتجنب الموقف المخيف
أعراض فوبيا الحيوانات :
1 - التعرق الشديد والغزير
2 - الاغماء والاجهاد الواضح على الوجه والجسم
3 - الشعور بالغثيان والتقيؤ
4 - تسارع ضربات القلب و ضيق في التنفس
5 - ارتجاف الاطراف
6 - الشعور بغصة في الحلق وصعوبة في البلع .
7 - نوبة من الصراخ و البكاء
8 – شلل في الحركة و الفكر و بعض الهلاوس
9 – التطور و فقد الثقة بالنفس و حدوث التبول اللا إرداي و امراض نفسية و عصبية شديدة
10 – في حالات الفزع الشديد قد تتوقف حركة القلب مما يؤدي إلي الموت
إن الشخص الذي يعاني من هذا الإضطراب يعرف أن خوفه هذا لا يتناسب مع الخطر الذي يستشعره ولكنه لا يستطيع السيطرة على هذه المشاعر والاعراض التي تحدثو ما هي إلا تعبيرات نفسية لها ردود أفعال مزاجية مرتبطة بالقلق والخوف ثم تتحول لا شعورياً من موقف مثير للقلق إلى حالات مرضية .
إن بعض الحالات قد تزول الفوبيا لتحل محلها حالة نفسية اخرى مثل القلق المرضي الدائم أو الاكتئاب ويعتقد علماء التحليل النفسي في تفسير هذا الظهور بانه وسيلة من وسائل الدفاع النفسي ويعتقد البعض من علماء النفس إن حالات الرهاب البسيط غير المتمركز تزول نهائياً مع مرور الزمن ، الا اذا ظلت فكرتها تراود الفرد بين حين وآخر وتشغل تفكيره
العلاج :
تجنب أساليب التربية الخاطئة
الاستماع إلي الطفل و مناقشته و عدم السخرية منه
تعريضه لصغار هذه الحيوانات و مداعبته لها أو يقدم له الطعام و الشراب
سرد القصص التي تتنانول الحيوانات ومدى نفعها وأن الله خلقها لحكمة وليس لكى نخاف منها أو لكى تؤذينا
إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من خوف من الحيوانات فيجب عدم اظهارها للطفل
عدم إكراه الطفل على الاقتراب أو التعامل مع ما يخاف
العلاج النفسي علي يد متخصص
العلاج السلوكي (مواجهة مصدر مخاوفه بالتدريج علي يد متخصص)